ظاهر الخلة (1)، شديد الحسرة بين (2) الإضاعة، منقطع الحجة، قليل الحيلة، كاذب الظن، خائب الأمنية، إلا أن تتداركني منك رحمة.
اللهم وكل ما أوليتنيه من هدى وصواب فعن غير استحقاق مني، ولا استيجاب، ولم أكن لشئ منه بأهل، وإنما كان عن طول (3) منك وفضل، وقد كنت تقابل - يا رب - كفراني بالنعم كثيرا وأنا ساه، وإساءتي بالاحسان قديما وانا لاه، وأحوج ما كان عبدك الضعيف الملهوف إلى عطفك وعظيم عفوك وصفحك حين تنبه على رشده، واستيقظ من سنته، وأفاق من سكرته، وخرج من ضباب غفلته، وسراب غرته، ومن طخياء (4) جهله، والتجاج (5) ظلمته، وقد سقط في يده، ووقف على سوء عمله، واقتراب أجله، وانقطاع، حيلته، وقد بقي معي - يا رب الأرباب، وسيد السادات - بمنك، وأن كثرت الذنوب، وظهرت العيوب، وسابغ من نعمك جليل، وظن بكرمك جميل، أدين بالاخلاص في توحيدك، ومحبة نبيك، ومولاة وليك، ومعاداة عدوك، ولي مع هذا رجاء وتأميل، لا يعترض دونه يأس ولا قنوط، ويقين لا يشوبه شك