وبثبوت ولايتهم وجب الاقتداء بهم، وإذا جعل الله سبحانه وتعالى اجر رسوله صلى الله عليه وآله من الأمة في السفارة بينه تعالى وبين خلقه، واجر بذله لنفسه وتعزيزه بمهجته، المودة في أهل بيته، فصارت مودتهم واجبة وإذا وجبت مودتهم، وجبت طاعتهم وإذا وجبت طاعتهم وجب اتباعهم.
ويدل على وجوب ذلك قوله سبحانه وتعالى: " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " (1) فوجبت طاعة الرسول (ص) ووجبت طاعتهم لكونها اجر الابلاغ، ولم تكن المودة اجر التبليغ الا من حيث كانت النفس واحدة، فوجب لهم من فرض الطاعة ما للرسول، ومعنى (الا) في قوله تعالى: " الا المودة في القربى " (2) إنما هي بمعنى " غير " ومعناها التفخيم لأمرهم والتعظيم لهم عليهم السلام كما قال الشاعر:
ولا عيب فيهم غيران سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب أراد ب " غير " المبالغة في المدح، واليه ذهب عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه " كتاب امامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام " الذي صنفه للمأمون.
قوم إذا ملو ألح الرجال على * أفواه من ذاق طعمهم عذبوا الفصل العاشر في أنه عليه السلام أول من أسلم وأول من صلى مع رسول الله (ص) 64 - من مسند أحمد بن حنبل بالاسناد المقدم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، قال: حدثني أبي، قال حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، قال: اخبرني عثمان الجذري، عن مقسم، عن ابن عباس: ان عليا عليه السلام أول من أسلم (3).
65 - وبالاسناد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قال: حدثني أبي،