العمدة لابن البطريق الحلى في المناقب " قال الإمام أحمد بن حنبل: في حق الإمام علي (ع) ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لعلي رضي الله عنه " (مناقب احمد لابن الجوزي الحنبلي ص 163) الامام على ومكونات الشخصية الثلاثة تعود شخصية كل انسان حسب ما يرى علماء النفس إلى ثلاثة عوامل هامة لكل منها نصيب وافر في تكوين الشخصية واثر عميق في بناء كيانها وكأن الشخصية الانسانية لدى كل انسان أشبه بمثلث يتألف من اتصال هذه الأضلاع الثلاثة بعضها ببعض، وهذه العوامل الثلاثة هي:
1 - الوراثة:
2 - التعليم والثقافة.
3 - البيئة والمحيط.
ان كل ما يتصف به المرء من صفات حسنة أو قبيحة، عالية أو وضيعة تنتقل إلى الانسان عبر هذه القنوات الثلاث، وتنمو فيها من خلال هذه الطرق.
و ان الأبناء لا يرثون منا المال والثروة والأوصاف الظاهرية فقط كملامح الوجه ولون العيون، وكيفيات الجسم بل يرثون كل ما يتمتع بالاباء من خصائص روحية وصفات أخلاقية عن طريق الوراثة كذلك.
فالأبوان - بانفصال جزئي " الحويمن " و " البويضة " المكونين للطفل، منهما، إنما ينقلان - في الحقيقة - صفاتهما ملخصة إلى الخلية الأولى المكونة من ذينك الجزئين، تلك الخلية الجنينية التي تنمو مع ما تحمل من الصفات والخصوصيات الموروثة.
ويشكل تأثير الثقافة والمحيط، الضلعين الآخرين في مثلث الشخصية الانسانية، فان لهذين الامرين أثرا مهما وعميقا في تنمية السجايا الرفيعة المودعة في باطن كل انسان بصورة فطرية جبلية أو المتواجدة في كيانه بسبب الوراثة من الأبوين.
فان في مقدور كل معلم ان يرسم مصير الطفل ومستقبله من خلال ما يلقى إليه من تعليمات وتوصيات وما يعطيه من سيرة وسلوك ومن آراء وأفكار، فكم من بيئة حولت افرادا صالحين إلى فاسدين، أو فاسدين إلى صالحين.
ان تأثير هذين العاملين العميق من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى المزيد من البيان والتوضيح. على اننا يجب ان لا ننسى دور إرادة الانسان نفسه وراء هذه العوامل الثلاثة.
الامام على والجانب الموروث في شخصيته لم يكن الإمام علي عليه السلام كبشر بمستثنى من هذه القاعدة.
فقد ورث الامام أمير المؤمنين عليه السلام جانبا كبيرا من شخصيته النفسية، والروحية والأخلاقية من هذه العوامل والطرق الثلاث واليك تفصيل ذلك:
1 - الامام على والوراثة من الأبوين لقد انحدر الامام على من صلب والد عظيم الشأن، رفيع الشخصية هو أبو طالب ولقد كان أبو طالب زعيم مكة، وسيد البطحاء، ورئيس بني هاشم، وهو إلى جانب