ويدل على صحة هذا التأويل أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: سلمك سلمى وحربك حربي، وقوله عليه السلام: من حاربك فقد حاربني، والخبر الأخير يشهد أيضا بان محاربي أمير المؤمنين عليه السلام في النار، لان محاربه محارب رسول الله صلى الله عليه وآله.
ويدل على ذلك ما قدمناه من قول النبي صلى الله عليه وآله: من حاربك يا علي فقد حاربني، وحربك حربي، وسلمك سلمى.
وقد تقدم في الصحاح كثير من ذلك وهذا الخبر الأخير من هذه الأخبار وهو قوله صلى الله عليه وآله: من خلع يدا من طاعة الله لقى الله تعالى يوم القيامة لا حجه له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية. ومن ذكرناه من محاربي أمير المؤمنين عليه السلام خلعوا يدهم من طاعته وماتوا وليس في عنقهم بيعة لامام، لا له ولا لغيره، ولو كان في عنقهم بيعة لغيره لكانوا أيضا ضلالا، لأنه عليه السلام هو الامام لهم ولمن انتموا إليه لما بيناه من النصوص أولا وباجماع الأمة علية ثانيا.
وما تقدم من الاخبار من صحيح البخاري وصحيح مسلم ومن الجمع بينهما للحميدي من قول النبي صلى الله عليه وآله: المدينة حرم ما بين عبر إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، شاهد على استحقاق يزيد بن معاوية ما شرطه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه أحرق المدينة ونهبها مرتين. وهذا أعظم الاحداث، ان ينهب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حرمه، وقد أوجب اللعنة على من أحدث فيها حدثا، وذلك مضاف إلى قتل الحسين عليه السلام، وهذه الصحاح شاهدة بذلك فليس لأحد المنازعة في ذلك.
واحرق أيضا مكة بما قد تقدم في الصحاح من حديث الكعبة ومن أحرق مكة أيضا إضافة إلى المدينة ونهبها وسبى بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وفى أخيه: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وقال صلى الله عليه وآله: هما ريحانتاي من الدنيا، وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما