مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥١١
غير مكذوب، قال: فلما كان من الغد أطلقه واعتذر إليه فلما كان في اليوم الثالث وثب عليه باغز وتامش ومعلون فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة.
وفي رواية أبي سالم ان المتوكل أمر الفتح بسبه فذكر الفتح له ذلك فقال: قل له (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) الآية، فأنهى ذلك إلى المتوكل فقال: اقتله بعد ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث قتل المتوكل والفتح.
أبو الحسين سعيد بن سهل البصري المعروف بالملاح قال: دلني أبو الحسن وكنت واقفيا فقال لي: ان كم هذه النومة أما لك ان تنتبه منها؟ فقدح في قلبي شيئا وغشي علي وتبعت الحق.
محمد بن الحسن الأشتر العلوي: كنت مع أبي على باب المتوكل في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي وجعفري فتحالفوا لا نترجل لهذا الغلام فما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا - يعنون أبا الحسن (ع) - فما هو إلا أن اقبل وبصروا حتى ترجل له الناس كلهم فقال لهم أبو هاشم: أليس زعمتم انكم لا تترجلون له؟ فقالوا: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
أبو يعقوب قال: رأيت أبا الحسن مع أحمد بن الخصيب يتسايران وقد قصر أبو الحسن عنه فقال له ابن الخصيب: سر جعلت فداك؟ فقال له أبو الحسن: أنت المقدم، فما لبثنا إلا أربعة أيام حتى وضع الوهق على ساق ابن الخصيب وقتل، قال:
وقد ألح عليه ابن الخصيب قبل هذا في الدار التي كان نزلها وطالبه بالانتقال عنها وتسليمها إليه، فبعث إليه أبو الحسن: لأقعدن بك من الله مقعدا لا تبقى لك معه باقية فأخذه الله في تلك الأيام.
إسماعيل بن مهران: لما خرج أبو جعفر من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجيته قلت له: جعلت فداك اني أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الامر بعدك؟
قال: فكر بوجهه إلي ضاحكا وقال لي: ليس حيث ما ظننت في هذه السنة، فلما استدعى به المعتصم صرت إليه وقلت له: جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الامر بعدك؟ فبكى حتى خضب لحيته ثم التفت إلي وقال: عنده هذه يخاف علي الامر من بعدي إلى علي ابني.
زيد بن علي بن الحسين بن زيد: مرضت فدخل الطبيب علي ليلا ووصف لي دواء آخذه في السحر كذا وكذا يوما فلم يمكني تحصيله من الليل وخرج الطبيب من الباب وقد ورد صاحب أبي الحسن في الحال ومعه صرة فيها ذلك الدواء بعينه
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»
الفهرست