مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٢٠
القصة. وقد نظموها:
سل شقيق البلخي عنه بما شاهد * منه وما الذي كان أبصر قال لما حججت عاينت شخصا * ناحل الجسم شاحب اللون أسمر سائرا وحده وليس له زاد * فما زالت دائبا أتفكر وتوهمت انه يسأل الناس * ولم أدر انه الحج الأكبر ثم عاينته ونحن نزول * دون (فيد) على الكئيب الأحمر يضع الرمل في الاناء ويشربه * فناديته وعقلي محير اسقني شربة فلما سقاني * منه عاينته سويقا وسكر فسألت الحجيج من يك هذا * قيل هذا الإمام موسى بن جعفر عيون أخبار الرضا عن ابن بابويه ان موسى (ع) دعا بالمسيب وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام، وكان موكلا به، فقال له: يا مسيب اني ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله لأعهد إلى علي ابني ما عهده إلي أبي وأجعله وصيي وخليفتي وآمره بأمري، فقال المسيب: كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب وعليها أقفالها والحرس معي على الأبواب؟ فقال: يا مسيب ضعف يقينك في الله عز وجل وفينا؟ قلت: لا يا سيدي، قال فيه: فسمعته يدعو ثم فقدته عن مصلاه فلم أزل قائما على قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه وأعاد الحديد إلى رجليه فخررت لله ساجدا شاكرا على ما أنعم علي به من معرفته، فقال لي: ارفع رأسك يا مسيب واعلم اني راحل إلى الله عز وجل في ثالث هذا اليوم لا تبك يا مسيب فان عليا ابني هو إمامك ومولاك بعدي فائته فتمسك بولايته فإنك لن تضل ما لزمته.
عمرو بن رافد: ان الرشيد وضع في صينية عشرين رطبة واخذ سلكا ففركه في السم وأدخله في سم الخياط واخذ رطبة منها فأقبل يرود عليها ذلك السم حتى حصل فيها وقال لخادم: احمل هذه الصينية إلى موسى بن جعفر وقل له اني اذخرتها لك بيدي بحقي لا تبق منها شيئا ولا تطعم منها أحدا فأتاه بها الخادم فكان يأكل بالخلال وكان للرشيد كلبة تعز عليه فجذيت نفسها وخرجت تجر سلاسلها من ذهب وجوهر حتى حاذت موسى بن جعفر فبادر بالخلال إلى الرطبة المسمومة ورمى بها إلى الكلبة فأكلتها ولم تلبث ان ضربت نفسها الأرض وعوت وتهرت قطعة قطعة واستوفى (ع) باقي الرطب، فأخبر الخادم الرشيد بذلك فقال: ما ربحنا من موسى إلا أن أطعمناه الرطب وضيعنا سمنا وقتل كلبتنا، ما في موسى من حيلة.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»
الفهرست