النوادر - فضل الله الراوندي - الصفحة ١١
السديد تصدوا لتلك السياسة ولتلك الهجمة الثقافية وانبروا لتدوين الحديث ونشره، ولم يغفلوا حتى لحظة واحدة عن هذه المسؤولية الخطيرة.
طفق الكثير من العلماء والمحدثين رغم ذلك المنع وتلك العقبات ينشرون الأحاديث وبذلوا في هذا المجال جهودا كبيرة حتى أنهم كانوا يقومون برحلات قد تستمر عدة أشهر أو حتى عدة سنوات من أجل سماع وتدوين ولو حديث صحيح واحد. كما وبذل العلماء في القرون اللاحقة جهودا مشهودة لمعرفة الأحاديث الصحيحة من الموضوعة، ودونوا قواعد متينة وسليمة وبنوا أسس صحيحة في نقل وتعلم السنة النبوية والحديث الشريف وعلم الرجال.
واهتموا بتنقيح وتوضيح مباني هذه العلوم وكيفية الاستفادة من معرفة الحديث. وخلفوا من ورائهم آثار قيمة، كانوا قد حصلوا عليها بشق الأنفس وعبر التضحية بالأموال والأولاد والأرواح، وهكذا اغنوا بما خلفوه من آثار التراث المدون والثقافة الإسلامية الثرة. رحمة الله عليهم أجمعين.
كتب الشيعة وجوامعهم الحديثية:
كانت طائفة من علماء الشيعة ومحدثيهم العظام قد جمعوا الأحاديث التي ضمتها الجوامع الأولى والتي هي الان مدار الفتاوى والأحكام لدى الشيعة، كما ألفوا في هذا المجال كتبا مفصلة وجامعة أخرى، كل واحد منهما يعد عملا متكاملا. وعمدوا إلى جمع الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، وتصنيفها تحت عناوين مختلفة لكي يستطيع المحققون الاستفادة الكاملة والمتنوعة من الآيات والأحاديث المدونة والوصول إلى ما يطلبونه بنحو أفضل.
ونشأ عن هذه الخطوة مجموعات صغيرة وكبيرة. نذكر منها على سبيل المثال:
1 - الكتب والأصول المفردة: وهي التي عملها أصحاب الأئمة عليهم السلام بروايتهم
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 7 9 10 11 12 13 14 15 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة