من العلوم الإسلامية أو كلها) (1).
ولكن كيف وصل الحديث إلى أيدينا؟ وكيف انتهت السنة الشريفة، بوصفها الميراث النفيس للمعصومين عليهم السلام، إلينا؟
هذا الموضوع له حكاية طويلة يمتزج الحديث عنها مع مرارة تاريخ الثقافة والحضارة الإسلامية. فالأحداث السياسية التي حصلت من بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله استتبعت من ورائها تقلبات ثقافية واسعة. فكان منع تدوين (2) الحديث ونشره وفرض بعض القيود في هذا المضمار سببا لتفشي ظاهرة جعل وتحريف هذا الميراث الغني. كما أدت تلك الأسباب مضافا إليها أسباب أخرى إلى أن تمتد أيدي الزيف والنفاق لغرس الأشواك في تلك الروضة المحمدية البهية ونشروا فيها الأعشاب الضارة، عبر السبل التي انتهجها أصحاب الآراء والمعتقدات الأخرى. فشوهوا وجهها الناصع بتلك الاغراض والمآرب.
ينبغي القول أن اتباع المذهب العلوي (3) من ذوي الفطرة السليمة والفكر