من كلمة (النوادر) غموض كغموض معنى كلمتي (الأصل) و (النسخة)...
فكثير مما سماه النجاشي (النوادر) سماه الطوسي (كتابا) وقليل ما يتفق غيره، كما في نوادر الحسن بن أيوب. فالذي اتفق الطوسي والنجاشي على تسميته (النوادر) قليل، وأقل منه ما اتفقا على تسميته (أصلا)... ونرى الطوسي يقول في أحوال بعض [أصحابنا]: إنه صنف كتابا، في حق آخر: إن له أصلا. ونراه في نوادر أحمد بن الحسن القرشي يقول: إن من الأصحاب من يعده من جملة الأصول، أي انه يعد هذا (النوادر) أصلا، يرويها القرشي عن غيره وليس من تصنيفه) (1).
واستطرد المحقق الطهراني على بعض ما عثر عليه وذكر أن أكثر من مائتي كتاب في مختلف المواضيع من النوادر في كتابه، ويستنتج من قوله: (... إن (النسخة) قريبة من (الأصل) في كونها مروية، وإن (النوادر) ليس أصلا مرويا ولا نسخة مروية، بل هي مجموعة مسائل نادرة) (2).
النوادر للراوندي وذكر المحقق الطهراني رحمه الله أيضا الكتاب الذي بين أيدينا وقال فيه: (النوادر، لفضل الله بن علي بن هبة الله (3) الراوندي الحسني من مشايخ منتجب بن بابويه.
ينقل عنه [المحدث النوري رحمه الله في كتابه (الفيض القدسي)، المطبوع] في بحار الأنوار، قال: (وأخباره مأخوذة من الجعفريات إلا قليل من آخره) (4).