في محكم القرآن.
وغير ذلك من الآيات النازلة فيه وفي أهله (عليهم السلام) بالفضائل الباهرات، التي لا يدعيها غيرهم، و [لا] (1) يشاركهم فيها سواهم، ولا يشهر ذلك في الفضائل، ولا يعلن بذكر مستحقه في المحافل، ويكون من أورد شيئا منه وأضافه إلى مستحقه من الشريرين الروافض، ثم تنزل في أبي بكر آية تتضمن أنه كان مع النبي في الغار، وأنه حزن فنهاه، فيكاد تقوم القيامة، وتزلزل الأرض بالأمة، ويعتقد أنها أشرف آي القرآن، وأنها شاهدة لأبي بكر بفضل يتجاوز الأفهام، ولا يدرك كنهه الأوهام.
ومن عجيب ما رأينا: مصحف قد كتب فيه آية الغار بذهب ليتميز عن جميع ما يتضمنه المصحف من كلام الله عز وجل، ونحن أبدا نحتج على من ينكر أن يكون بسم الله الرحمن الرحيم من أول كل سورة، ويدعي أنها للفرق بين السورتين، فنقول له: لو كانت وضعت للفرق فقط لكتب بخط مميز عن خط المصحف، كما يكتب أبدا أسماء السور، ولكانت في أول سورة براءة، وفي إثباتها بالخط الذي أثبت به القرآن، فليست للفرق، فقد طلب القوم بما فعلوه في آية الغار الفضل فوقعوا في الجهل، فياعجباه!
ويحق للعاقل أن يعجب كيف فعل ذلك بآية الغار ولم يفعل ب (قل هو الله أحد) التي هي سورة الإخلاص ونسبة الرحمن، والتي روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " من قرأها ثلاث دفعات فكأنما قرأ جميع القرآن " (2).