﴿ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم﴾ (1).
وروي أن آخر كتبة الوحي ابن أبي سرح، وارتد من الإسلام ومات على الكفر، ودفن فلم تقبله الأرض (2)، فكيف حصل لمعاوية هذا النعت وتميز به عن الخلق؟ والمأثور أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعنه على منبره، وأخبر أنه يموت على غير ملة.
فمما روي في ذلك: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قام يخطب أخذ معاوية بيد أبيه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " لعن الله القائد والمقود " (3)، أي يوم يكون لهذه الأمة من معاوية ذي الأستاه؟
وروي عن عبد الله بن عمر أنه قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: " يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي " (4)، فطلع معاوية.
وفي خبر آخر: " يطلع عليكم رجل من أهل النار " فطلع معاوية.
وعن جابر، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يموت معاوية على غير ملتي " (5).
ومن طريق آخر: " يموت كافرا ".
واشتهر عنه لم يمت إلا وفي عنقه صليب ذهب وضعه له في مرضه أهون المتطبب وأشار إليه بتعليقه فأخذه من كنيسة يوحنا وعلقه في عنقه.