أحد يغضب لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ اما أحد يغضب لله؟ قال: ثم تحول الشامي عن فرسه فركب بغلة. قال: وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتلة. قال سعيد: فجئت إلى مولى فأخذت منه مشملا كان معه ثم استترت من خلف النظارة حتى إذا صرت من ورائه ضربت عنقه وانا متمكن منه بالمشمل فوقع رأسه بين يدي بغلته ثم رميت جيفته عن السرج وشد أصحابه علي حتى كادوا يرهقونني، وكبر أصحاب زيد وحملوا عليهم واستنقذوني فركبت فأتيت زيدا فجعل يقبل بين عيني ويقول:
أدركت والله ثأرنا، أدركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها، اذهب بالبغلة فقد نفلتكها.
قال: وجعلت خيل أهل الشام لا تثبت لخيل زيد بن علي. فبعث العباس ابن سعد إلى يوسف بن عمر يعلمه ما يلقى من الزيدية وسأله ان يبعث إليه الناشبة فبعث إليه سليمان بن كيسان في القيقانية وهم نجارية وكانوا رماة فجعلوا يرمون أصحاب زيد. وقاتل معاوية بن إسحاق الأنصاري يومئذ قتالا شديدا فقتل بين يدي زيد. وثبت زيد في أصحابه حتى إذا كان عند جنح الليل رمي زيد بسهم فأصاب جانب جبهته اليسرى فنزل السهم في الدماغ فرجع ورجع أصحابه ولا يظن أهل الشام انهم رجعوا إلا للمساء والليل.
قال أبو مخنف: فحدثني سلمة بن ثابت وكان من أصحاب زيد وكان آخر من انصرف عنه هو وغلام لمعاوية بن إسحاق، قال: أقبلت انا وأصحابي نقتفي أثر زيد فنجده قد دخل بيت حزان بن أبي كريمة في سكة البريد في دور ارحب وشاكر فدخلت عليه فقلت له جعلني الله فداك أبا الحسين وانطلق ناس من أصحابه فجاؤوا بطبيب يقال له سفيان مولى لبني دواس. فقال له: إنك إن نزعته من رأسك مت قال: الموت أيسر علي مما انا فيه.
قال: فأخذ الكلبتين فانتزعه فساعة انتزاعه مات صلوات الله عليه.
قال القوم: أين ندفه؟ وأين نواريه؟ فقال بعضهم نلبسه درعين ثم نلقيه