بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله الحسن أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك فإني احمد الله الذي لا إله إلا هو، اما بعد: فإن الله تعالى عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين، ومنة على المؤمنين وكافة إلى الناس أجمعين " لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " فبلغ رسالات الله وقام على امر الله حتى توفاه الله غير مقصر ولا وان، حتى اظهر الله به الحق، ومحق به الشرك ونصر به المؤمنين واعز به العرب وشرف به قريشا خاصة، فقال تعالى: " وإنه لذكر لك ولقومك " فلما توفي صلى الله عليه وآله تنازعت سلطانه العرب فقالت قريش: نحن قبيلته وأسرته وأوليائه ولا يحل لكم ان تنازعونا سلطان محمد في الناس وحقه، فرأت العرب ان القول كما قالت قريش وان الحجة لهم في ذلك على من نازعهم امر محمد - صلى الله عليه وآله - فأنعمت لهم العرب وسلمت ذلك، ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاجت به العرب فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها إنهم اخذوا هذا الامر دون العرب بالانتصاف والاحتجاج فلما صرنا أهل بيت محمد وأوليائه إلى محاجتهم وطلب النصف منهم باعدونا واستولوا بالاجتماع على ظلمنا ومراغمتنا والعنت منهم لنا فالموعد الله وهو الولي النصير. وقد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا في حقنا وسلطان نبينا صلى الله عليه وآله وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الاسلام فأمسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين ان يجد المنافقون والأحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به أو يكون لهم بذلك سبب لما أرادوا به من فساده، فاليوم فليعجب المتعجب من توثبك يا معاوية على امر لست من أهله لا بفضل في الدين معروف ولا اثر في الإسلام محمود وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن اعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكن الله خيبك، سترد فتعلم لمن عقبى الدار، تالله لتلقين عن قليل ربك ثم ليجزينك بما قدمت يداك وما الله بظلام للعبيد.
إن عليا - رضوان الله عليه - لما مضى لسبيله - رحمة الله عليه - يوم قبض