فيهم أشد مراسا لها مني! والله لقد دخلت فيها وانا ابن عشرين سنة. وانا الآن قد نيفت على الستين. ولكن لا رأى لمن لا يطاع.
وكان عليه السلام أسمر مربوعا وهو إلى القصر أقرب عظيم البطن دقيق الأصابع غليظ الذراعين. حمش الساقين. في عينيه لين. عظيم اللحية أصلع ناتئ الجبهة قال أبو الفرج: وصفته هذه وردت بها الروايات متفرقة فجمعتها. وأتم ما ورد فيها من الاخبار حديث حدثني به أحمد بن الجعد وعبد الله بن محمد البغوي قالا حدثنا سويد بن سعيد. قال حدثنا داود بن عبد الجبار عن أبي إسحاق. قال:
أدخلني أبي المسجد يوم الجمعة فرفعني فرأيت عليا يخطب على المنبر شيخا أصلع ناتئ الجبهة عريض ما بين المنكبين له الحية قد ملأت صدره في عينه اطر غشاش، قال داود يعنى لينا في العين. قال فقلت لأبي: من هذا يا أبة؟ فقال هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخو رسول الله ووصي رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله ورضوانه وسلامه عليه.
قال أبو الفرج: وقد اتينا على صدر من اخباره فيه مقنع. وفضائله عليه السلام أكثر من أن تحصى. والقليل منها لا موقع له في مثل هذا الكتاب.
والا كثار يخرجنا عما شرطناه من الاختصار. وإنما ننبه على من خمل عند بعض الناس ذكره أو لم يشع فيهم فضله. فأمير المؤمنين عليه السلام باجماع المخالف والممالي والمضاد والموالي على ما لا يمكن غمطه ولا ينساغ ستره من فضائله المشهورة في العامة لا المكتوبة عند الخاصة تغنى عن تفضيله بقول والاستشهاد عليه برواية.
(ثم نعود إلى ذكر خبر مقتله والسبب فيه) حدثني به أحمد بن عيسى العجلي العطار قال حدثني الحسين بن نصر بن مزاحم قال حدثنا زيد بن المعدل النمري قال حدثنا يحيى بن سعيد الجزار عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن عبد الرحمان بن عبيد الله عن جماعة من الرواة قد ثبت ما رووه في مواضعه، وحدثني أيضا بمقتله عليه السلام محمد بن الحسين