وتزوجت الجرشية الحارث بن الجون بن بجير بن الهرم بن رويبة بن عبد الله ابن هلال بن عامر. فولدت منه ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وآله. وأم الفضل أختها تزوجها العباس فولدت له عبد الله. وعبيد الله. والفضل ومعبدا وقثم.
وذكرها الحسن. بن زيد. بن الحسن. بن علي فقال: كانت الجرشية أكرم الناس احماء. ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله. وعليا. وحمزة. وجعفر والعباس. ولم يذكر أبا بكر. وكان في مجلسه جماعة من ولده فرأى ذلك قد شق عليهم فقال:
وأبو بكر بعد سكوت طويل.
ولما قتل عنها جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا. ثم توفى فخلف عليها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى بن علي. وتوفي في حياة أبيه. ولا عقب له.
اخبرني أحمد بن محمد بن سعيد. قال: حدثنا يحيى بن الحسن. قال حدثني أبو يونس محمد بن أحمد. قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. قال: حدثني عبد الرحمن ابن المغيرة عن أبيه عن الضحاك بن عثمان. قال: خرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب في كتيبة يقال لها الخضراء. وكان بإزائه محمد بن جعفر بن أبي طالب معه راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب التي تسمى الجموح. وكانا في عشرة آلاف. فاقتتلوا قتالا شديدا.
قال: فلقد القى الله عز وجل عليهم الصبر، ورفع عنهم النصر. فصاح عبيد الله حتى متى هذا الحذر؟ ابرز حتى أناجزك. فبرز له محمد فتطاعنا حتى انكسرت رماحهما. ثم تضاربا حتى انكسر سيف محمد. ونشب سيف عبيد الله بن عمر في الدرقة فتعانقا وعض كل واحد منهما انف صاحبه فوقعا عن فرسيهما. وحمل أصحابهما عليهما فقتل بعضهم بعضا. حتى صار عليهما مثل التل العظيم من القتلى.
وغلب علي عليه السلام على المعركة فأزال أهل الشام عنهما. ووقف عليهما فقال اكشفوا هؤلاء القتلى عن ابن أخي فجعلوا يجرون القتلى عنهما حتى كشفوهما فإذا هما متعانقان. فقال علي عليه السلام: اما والله لعن غير حب تعانقتما.