الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٦٩
نسألك أن تحيي لنا ميتا، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا بن أبي طالب (عليه السلام) وقال له: ائتني ببردتي السحاب وقضيبي الممشوق ثم كلمه بكلام خفي لا يفهم، ثم قال: انطلق يا علي معهم إلى بلاطة من بلاطهم فأحي لهم من أرادوا من الموتى فلما انتهوا إلى البلاطة بظهر شعب بني سعد قالوا: يا علي هذا قبر سيد من ساداتنا من أكابر قريش، وقد مات قريبا وقد دفناه بالأمس، وهو قريب العهد بالحياة، أحيه لنا حتى نسأله، فدنا أمير المؤمنين من القبر، وتكلم بكلام خفي ثم ركل القبر برجله فارتجت الأرض وزلزلت حتى خافوا على أنفسهم، فقالوا يا علي أقلنا أقالك الله فقال علي ليس الامر لي، بل الامر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا ميتكم فكلموه، فإذا هم بالقبر قد انشق، وخرج الرجل من أكفانه بعينه واسمه ونسبه فقال: يا ويلكم يا منافقي قريش، ما أجرأكم على ما أنا فيه من العذاب، أو لم أؤمن بمحمد حتى شهرتموني في الدنيا فولوا هاربين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله اقلنا أقالك الله، فقال رسول الله انكم لا تتمردون علي وإنما تمردكم على الله، اللهم لا تقلهم فاني لا أقيلهم فارسل النبي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أن رد الميت في قبره، فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
23 - وعنه عن أبيه عن محمد بن موسى القمي عن زيد بن شهاب القمي عن طلحة بن جعفر الأشعري عن الحسين بن العلاء، عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله (صلوات الله عليه) قال: لما أرضعت حليمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) اقبل إليها زوجها فقال: يا حليمة من هذا الصبي؟ فقالت: ابن أخي أبي طالب وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. فقال لها: ويحك سنتنا سنة مجدبة كما ترين فإذا أرضعت هذا الصبي مع ابنك اضررتنا به، فقالت:
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست