الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٨٠
أحسوا بالناقة في ثلثي العقبة دحرجوا الدباب في وجهها فنزلت ولها دوي كدوي الرعد فنفرت الناقة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله معنا فاسرع أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وكان يتلوه من ورائه في الطريق وقال: لبيك لبيك يا رسول الله وتلقته الدباب فاقبل يأخذها برجله فيطحنها واحدة بعد واحدة وضج المهاجرون والأنصار فصاح بهم أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تخافوا ولا تحزنوا فقد مكروا ومكر الله والله خير الماكرين.
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نزل عن الناقة في وقت نفورها واخذ جبريل (عليه السلام) زمام الناقة في العقبة في أغصان دوحة كانت بجانب المسلك في العقبة وسمع للناقة صريخ والشجرة تنادي يا رسول الله قد عقد خطام ناقتك في أغصاني.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أخي جبريل ما هذه الدوحة التي تكلمني فقال: يا حبيب الله ورسوله هذه الدوحة، اثلة من نبات الأرض التي تحتها ولد أبوك إبراهيم الخليل (عليه السلام) وهي لك يا رسول الله محبة، والله أذن لها ان تكلمك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم بارك في الأثل كما باركت في السدر وقدم جبريل (عليه السلام) الناقة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ركبها وسار وهي تمر كمر السحاب وقرب ما كان بعيدا من مسلك هذه العقبة حتى صار كالأرض البسيطة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فديتك يا أبا الحسن ناد بالمهاجرين والأنصار فلما صاروا على ذروة العقبة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجتمعوا من حوله وقالوا فديناك بالآباء والأمهات يا رسول الله ما هذا الكيد؟ ومن أكادك؟ فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيروا على أسم الله وعونه، وانزلوا إلى الأرض فاني مخبركم بهذا الكيد ومن هو اكادني، والمهاجرون والأنصار يظنون ذلك من مشركي قريش ورصادهم زيادة الاثني عشر
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست