(عليه السلام) اجتمع بعضهم إلى بعض وقالوا لذي الرأي منهم ماذا ترون من الرأي في ما يأتي به محمد مما لا يقدر عليه أحد من السحرة والكهنة والجن واتى بشئ لا يقدر ان يأتي به ممن ذكرناه أحد حتى نسأل محمدا من أين اتى به فلم يدع بدينه إلى الأنبياء والرسل ولا الكهنة والسحرة ولا الجن المسخرة لسليمان بن داود ولا معجزة الا وقد أتاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمثلها وأعظم منها فقال بعضهم لبعض: اجمعوا على أن نسأله أن يشق لنا القمر في السماء وينزله إلى الأرض شعبتين فان القمر ما سمعنا من سائر النبيين أحدا يقدر عليه كما قدر على الشمس فإنها رجعت ليوشع بن نون (عليه السلام) وصي موسى بن عمران (صلوات الله عليه) وكانوا يظنون أن الشمس لا ترد من مغربها، فمن ذلك إبراهيم (عليه السلام) قال: (ان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر) وهو النمرود ثم ردت على يوشع بن نون على عهد موسى (عليه السلام) فاجمعوا أمرهم وجاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا له: يا محمد قد جعلنا بينك وبيننا آية ان اتيت بها آمنا بك وصدقناك، قال لهم رسول الله اسألوني فاني أنبئكم بكل آية لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله.
فقالوا: يا محمد الوعد بيننا وبينك سواد الليل وطلوع القمر، تقف على المشعرين فتسأل ربك الذي تقول انه أرسلك رسولا ان يشق لك القمر شعبتين، وينزله من السماء حتى ينقسم قسمين، ويقع القسم الواحد على المشعرين، والقسم الثاني على الصفا.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فهل أنتم مؤمنون بما قلتم انكم تؤمنون بالله ورسوله.
قالوا: نعم يا محمد، وتسامع الناس وأتوا إلى سواد الليل فاقبل الناس يهرعون إلى البيت وحوله حتى اقبل الليل واسود وطلع القمر وأنار،