الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٦٨
وصلينا عنده.
ويرجع الحديث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله):
وهذا سيف من أسيافكم فاعطونيه حتى أجعله ما شئتم بيدي، فقالوا: هذا سيف من أسيافنا فقطعه لنا ابرا مثقبة إلى الأسفل بلا نار، فاخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيفا من أسيافهم فلم يزل يقطعه بيده ابرا مثقبة إلى الأسفل بلا نار حتى على آخره، وقال: أتحبون أن أقطع لكم حمائله إبرا؟ قالوا: هو من أديم يا محمد، قال يجعلها الله حديدا.
وضرب بيده المباركة إلى حصى رضراض كان جالسا عليه فقبض منه قبضة وقال يا حصى سبح الله بكل لغة في كفي فنطق ذلك الحصى بثلاث وسبعين لغة يثبتها من عرفها بتسبيح الله وتقديسه وتمجيده، والشهادة لرسول الله بالرسالة ولعلي بالإمامة.
قالوا: يا محمد فقد زعمت أن داود كانت تسبح معه الجبال بالعشي والاشراق، والطير محشورة كل له أواب قال النبي: (صلى الله عليه وآله وسلم): انظروا بأعينكم واسمعوا بآذانكم ماذا تجيب الجبال ثم صاح رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبال مكة ومن حولها والريح والتلاع أجيبيني بإذن الله ويا أيها الطير آوي إلي بإذن الله.
قال فصاحت جبال مكة وما حولها والريح والتلاع، وكل شعب بمكة لبيك لبيك يا رسول الله إجابة لدعوتك وطاعة لأمرك، وأقبلت الطيور من كل جانب صغارا وكبارا، بري وبحري وجبلي وسهلي، حتى انفرشت بمكة وسطوحاتها وطرقاتها وحجبت الطير السماء بأجنحتها عنهم.
فقال المنافقون: فقد زعمت أن الله أعطى لعيسى احياء الميت وابراء الأكمه والأبرص وأن يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ونبا بني إسرائيل بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ونحن
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست