الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٦٥
19 - وعنه عن أبي الحواري عن جعفر بن يزيد الطريقي عن محمد بن مسلم، عن عمر بن سهم، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال سمعته يقول: لما ظهر محمد (صلى الله عليه وآله) ودعا الناس إلى دين الله أبت ذلك قريش وكذبته وجميع العرب فبقي النبي (صلى الله عليه وآله) مستجيرا في البلاد لا يدري ما يصنع، وكان يخرج وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) في كل ليلة إلى الشعاب فيصليان فيها سرا من قريش، ومن الناس، وكانت خديجة (عليها السلام) تخاف عليهما ان تقتلهما قريش، فجاءت إلى أبي طالب فقالت له: إني لست آمن على رسول الله وعلى علي من قريش أن يقتلوهما، فاني أراهما يذهبان في بعض تلك الشعاب يصليان فأتاهما أبو طالب، وقال لهما: إني أعلم أن هذا الامر سيكون له آخر، وان هذا الذي أنتما عليه لدين الله، وإني أعلم أنكما على بينة من ربكما، فاتقيا قريشا، فوالله ما أخاف عليكما الا من قريش خاصة، وما أنتما بكاذبين، ولكن القوم يحسدونكما، والذي دعوتما إليه عظيم عندهم، وإنما تريدان أن تقلباهم عن دينهم ودين آبائهم إلى دين لا يعرفونه ويستعظمون ما تدعوانهم إليه.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأملكن رقابهم، ولأطأن بلادهم بالخيل، ولتسلمن قريش والعرب طوعا أو كرها ولأقطعن أكابرهم جهرا ولآخذنهم بالسيف عنوة، وهكذا اخبرني جبريل (عليه السلام) عن الله (عز وجل).
فرجع أبو طالب من تلك الشعاب من عندهما وهو من أسر الناس بما اخبره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتى أبو طالب خديجة (عليها السلام) وأخبرها بذلك ففرحت فرحا شديدا وسرت بما قال لها أبو طالب، وعلمت انهما في حفظ الله (عز وجل) فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست