الاعراب الجفاة، وقريش الحسدة الظلمة المفترين، فكان هذا من عجائبه ودلائله (عليه السلام).
22 - وعنه عن أبيه حمدان بن الخصيب عن إبراهيم بن الخصيب - وكان مرابطا لسيدنا أبي الحسن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) - قال: حدثني زيد بن شهاب، عن محمد بن راشد الصيدناني عن الحسن بن محمد السكني عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: زعمت يا محمد أن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم خليلا فما الذي صنع بك؟ قال: اتخذني حبيبا، والحبيب أقرب من الخليل إلى خليله.
قالوا: فإنك زعمت أن الله كلم موسى تكليما فما صنع بك؟ قال:
صنع بي ما صنع بموسى، وزادني عليه أن الله كلمه فوق الأرض، وكلمني في حجب النور فوق السماوات.
قالوا: انك زعمت أن الله ألان الحديد لداود حتى عجنه بيده بلا نار وقدره في السرد، وعمل منه الدروع والخوذ، فما الذي صنع بك؟
قال: صنع بي ما صنع بداود وزادني عليه أني علوت على جبل أبي قبيس على ناقتي العضباء مشرفا على جميعكم وأنتم تريدون اخراجي من مكة فركبت ناقتي في الحجر الصلد في رأس أبي قبيس، ولين لي الحجر حتى غاصت وهي باركة وانقلبت مستلقيا على قفاي فلان لي الحجر حتى تبين فيه صورة ظهري وقفاي وتخطيط شعري في الحجر، وها أنتم تنظرون إليه، ولن يخفى ذلك الأثر ما دامت السماوات والأرض.
قال الحسين بن حمدان الخصيبي: أنا رأيت مبرك الناقة وأثر رداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحجر فوق الجبل في سنة اثنين وثمانين ومائتين قبل أن حججت، ومعي جمع كثير من الحجاج، وتمسحنا بالموضع