الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٧٢
والنبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ومن آمن بالله ورسوله يصلون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويطوفون حول البيت، فاقبل أبو جهل وأبو سفيان على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا له: الآن بطل سحرك وكهانتك، هذا القمر فاوف بعهدك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قم يا أبا الحسن قف بجانب الصفا، وهرول إلى المشعرين وناد بهذا اظهارا وقل في ندائك: " اللهم رب هذا البيت الحرام والبلد الحرام وزمزم والمقام ومرسل هذا الرسول التهامي أئذن للقمر أن ينشق وينزل إلى الأرض فيقع نصفه على الصفا ونصفه على المشعرين فقد سمعت سرنا ونجوانا وأنت بكل شئ عليم ".
فتضاحكت قريش وقالوا ان محمدا استشفع بعلي لأنه لم يبلغ الحلم، ولا ذنب له فقال أبو لهب (لعنه الله) لقد أشمتنا الله بك يا ابن أخي في هذه الليلة.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اخس يا من أتب الله يديه، ولم ينفعه ماله ولا بنوه، وتبين مقعده في النار.
فقال أبو لهب: لأفضحنك في هذه الليلة بالقمر وشقه وانزاله إلى الأرض ولافلت كلامك هذا الذي إذا كان غدا جعلته سورة، وقلت هذا أوحى إلى أبي لهب.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) امض يا علي فيما أمرتك واستعذ بالله من الجاهلين، ثم هرول أمير المؤمنين من الصفا إلى المشعرين، ونادى واسمع بالدعاء فما استتم كلامه حتى كادت الأرض ان تسيخ باهلها والسماء ان تقع فقالوا: يا محمد لقد اعجزك شق القمر اتيتنا بسحرك لتفتنا فيه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هان عليكم بما دعوت به فان السماء والأرض لا يهون عليهما بذلك ولا يطيقان سماعه، فقوموا بأجمعكم وانظروا إلى القمر قال: ثم إن القمر انشق
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست