الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٦٤
فداك أبي وأمي يا علي ما الذي جاء بك؟ قال: ان الناس يقولون إنك ما خلفتني بالمدينة الا من بغضك لي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس الامر كما يقولون يا علي كيف وقد أمرني الله يخبرني مشافهة - حيث أسري بي إليه - أمرني أن أو أخيك وأزوجك بفاطمة بنتي سيدة نساء العالمين في الأرض بعد أن زوجك الله في السماء، وأمرني أن أعلمك جميع علمي ولا أتركك، وأن أقربك ولا أجفوك، وأدنيك ولا أقصيك، وأن أصلك ولا أقطعك وإن أرضيك ولا أسخطك، وأنت أخي وانا أخوك في الدنيا والآخرة، ولا يعطى أحد الشفاعة غيري وسالت ربي أن يشركك فيها معي ففعل، فمن له مثل ما لك، ومن أعطي مثلما أعطيت.
يا علي اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين خلفه في قومه.
فلما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك رجع علي (صلوات الله عليه) إلى المدينة مستبشرا مسرورا، وسار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والناس معه، فشكوا العطش فقال للناس: اطلبوا الماء فلم يصيبوا قليلا ولا كثيرا، حتى خافوا على أنفسهم، ومات بعضهم وبعض دوابهم فلما رأوا ما نزل بهم، قالوا: يا رسول الله ادع لنا ربك يسقينا ريا من الماء فنزل جبريل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله ابحث بيدك هذا الصعيد، وضع قدميك وإصبعيك المسبحتين فينفجر اثنتا عشرة عينا كما انفجرت لموسى (عليه السلام) فوضع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر أصابع رجليه وسبابتيه، وسمى باسم الله (عز وجل) ودعا فتفجرت من بين أصابعه اثنتا عشرة عينا، للاثنتي عشرة إصبعا، وفاض الماء حتى ملا الوادي والبقعة وشرب الناس وسقوا دوابهم، وحملوا من الماء ما كفاهم إلى الماء الآخر وأعطي رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل الذي أعطي موسى (عليه السلام) وموضع الماء معروف مشهور في طريق الحديثة إلى وقتنا هذا فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست