يديكم من كتاب الزهد الحديث 207 وغير ذلك في هذا الصنف من الأحاديث 3 - زهد الفضل وهو ان يحترز عما زاد عن قدر الحاجة من الحلال وأن يترك كل ما تتمتع به النفس وتلتذ منه وأن يقتصر منه على ما يضطر إليه وتتوقف حياته عليه تنادى بذلك عدة من الأحاديث في ب 1 و 8 من كتاب الزهد وغيرها من قبيل ما في البحار 78 / 91 و 100: الايثار زينة الزهد.
4 - زهد المعرفة وهو أن يدع جميع ما سوى الله سبحانه وقطع علاقته عما يلهيه عن الله تعالى، يتكفل لذلك بعض الأحاديث في ب 8 من كتاب زهد كم هذا ومن نموذج ذلك ما ورد في معاني الأخبار ص 261 قال (رسول الله صلى الله عليه وآله) الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فان حلالها حساب وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاه وأن يقصر أمله وكان بين عينيه اجله وما ورد في حديث عن أبي عبد الله عليه السلام: ان أعلم الناس بالله أخوفهم لله وأخوف هم له أعلمهم به وأعلمهم به أزهدهم فيها (أي في الدنيا) (البحار طبع القديم ج 17 / 179) 5 - زهد الخائفين وهو الذي سببه التشويش من عذاب الآخرة وسخط الله سبحانه وهذا القسم وما في تلوه يتحصلان من التروي والتأمل في الروايات المذكورة في الأبواب الأخيرة.
6 - زهد الراجين وهو المسبب عن الطمع في رحمة الله ورضوانه.
7 - زهد العارفين وهو أن لا يطلب الزاهد بكل ما لديه من الجهود الا التقرب إلى الله سبحانه ولا يكون له طمع في الجنة والذاتها لكي يرجو الوصول إليها ولا إلى عذاب جهنم وآلامها حتى يطلب الفكاك عنها ولا إلى الدنيا وزخارفها حتى يخاف فوتها، واليه ينظر ما قاله أبو عبد الله عليه السلام: ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ولا بتحريم الحلال بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل (الوسائل 11 / 315).