وانسان أحياه الله برحمته ثم أرسلها إلى الناس فأحياهم في دينهم كما يحيون بالأرواح (1) ولا زلت كنت أفكر في غفير حظوظنا بوجوده وكثير التذاذ نفوسنا بحضوره ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير على قليل من الخير الذي قمنا به في خدمته حسب ما وجب علينا من أداء حقه فحضرنا محاضراته التي كان يلقيها على مآت من طلابه في جامع الشيخ الأنصاري قدس سره من أول يوم بدأ أدام الله حراسته في تدريس خارج كتاب المتاجر للشيخ بعد ما كنا استقبلنا في المستقبلين ذلك الاستقبال العظيم الفخم عند مجيئه من مقصاه الأول وهو تركيا إلى نجف العراق وبعد ما كنا نمارس ونكرر حماسة انعطافية مع الأولاد قبل وضع اليد على سفرة الغداء كل يوم وهي: خمينى خمينى خدا نگه دار تو * بميرد بميرد دشمن جبار تو وكنا نؤمن بفقهه وعلمه وتقواه وورعه وزهده وقدرته الايمانية على حطم الحركات اللادينية فاقتربت إليه مع زميلي في الأبحاث العلمية العلامة الثقة الثبت حجة الاسلام الحاج الشيخ شفيع الجودي الأردبيلي دام بقائه بتقديم بعض الأسئلة وتلقى أجوبتها شفها من سماحته دام ظله فكان يفيض علينا تفضله وعنايته وتربيته حتى شرفت بالمشاركة مع بعض الفضلاء للتصحيح المطبعي ونحوه لكتابي توضيح المسائل وتحرير الوسيلة للطبع الثاني وعينت حينا ممتحنا من ناحية جهته دام ظله لطالبي راتبه الشهري ذي التقدير المشوق الغالي وكنت أوزع على عدة من الطلبة ما يطبع من دراساته في تحقيق ولاية الفقيه وبناية الحكومة الاسلامية من اجزاء ستة فحاسدني بعض من لا تحصيل له اللئيم ضيق العين وفاسد القلب فحرمني التقدم والرقى إلى زيادة الخير في خدمة الشريعة ولكنه دام ظله أزاد تفضله وانعطافه وعنايته علينا كما كان على جميع العلماء وطلبة العلوم الدينية وكنا نستمع ونصغي بانصات بياناته وخطاباته إلى الشعب الغيور المؤمن والطبقة الروحية في إيران وغيرها يطالبهم فيها بقوة واصرار
(مقدمة التحقيق ١١)