خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٢٣٥
له: ما تقول في خبر الغدير وقصة الغار؟
فقال الرماني: خبر الغار دراية، وخبر الغدير رواية، والرواية لا تعارض الدراية.
ولما كان ذلك الرجل البصري ليس له قوة المعارضة سكت وخرج.
وقال الشيخ: إني لم أجد صبرا عن السكوت عن ذلك، فقلت: أيها الشيخ: عندي سؤال، فقال: قل.
فقلت: ما تقول فيمن خرج على الإمام العادل فحاربه؟
فقال: كافر، ثم استدرك، فقال: فاسق.
فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟
فقال: إمام.
فقلت له: ما تقول في حرب طلحة وزبير له في حرب الجمل؟
فقال: إنهما تابا.
فقلت له: خبر الحرب دراية، والتوبة رواية.
فقال: وكنت حاضرا عند سؤال الرجل البصري؟
فقلت: نعم.
فقال: رواية برواية، وسؤالك متجه وارد، ثم إنه سأله من أنت وعند من تقرأ من علماء هذه البلاد؟
فقلت له: عند الشيخ أبي علي جعل.
ثم قال له: مكانك، ودخل منزله وبعد لحظة خرج وبيده رقعة ممهورة، فدفعها إلي وقال: ادفعها إلى شيخك أبي عبد الله.
فأخذت الرقعة من يده، ومضيت إلى مجلس الشيخ المذكور، ودفعت إليه الرقعة ففتحها وبقي مشغولا بقراءتها وهو يضحك، فلما فرغ من قراءتها.
قال: إن جميع ما جرى بينك وبينه قد كتب إلي به، وأوصاني بك،
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»