خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ١٤٥
أبي أبو خالد، قال: حدثني حنان بن سدير، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال علي عليه السلام لمولاه نوف الشامي - وهو معه في السطح -: يا نوف، أرامق أم نبهان؟
قال: نبهان، أرمقك يا أمير المؤمنين.
قال: هل تدري من شيعتي؟
قال: لا والله.
قال: شيعتي الذبل الشفاه، الخمص البطون، الذين تعرف الرهبانية والربانية في وجوههم، رهبان بالليل، أسد بالنهار، الذين إذا جنهم الليل أتزروا على أوساطهم، وارتدوا على أطرافهم، وصفوا أقدامهم، وافترشوا جباههم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم، واما النهار فحلماء، علماء، كرام، نجباء، أبرار أتقياء.
يا نوف، شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا، والماء طيبا، والقرآن شعارا. ان شهدوا لم يعرفوا، وان غابوا لم يفتقدوا، شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون، وفي أموا لهم يتواسون، وفي الله يتباذلون.
يا نوف، درهم ودرهم، وثوب وثوب، إلا فلا.
شيعتي من لم يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولم يسال الناس ولو مات جوعا، إن رأى مؤمنا أكرمه، وإن رأى فاسقا هجره.
هؤلاء والله - يا نوف - شيعتي، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، اختلفت بهم الأبدان، ولم تختلف قلوبهم.
قال: قلت: يا أمير المؤمنين، جعلت فداك، أين أطلب هؤلاء؟
قال: فقال لي علي عليه السلام: في أطراف الأرض، يا نوف يجئ النبي صلى الله عليه وآله آخذا بحجزة ربه جلت أسماؤه - يعني بحبل الدين وحجزة الدين - وأنا آخذ بحجزته، وأهل بيتي آخذون بحجزتي، وشيعتنا آخذون
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»