خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ١٤٠
النواصب، بمكة في المسجد الحرام سنة اثنتي عشرة وأربعمائة (1).
وقال في كتاب الاستنصار في النص على الأئمة الأطهار عليهم السلام:
وأما إنكار العامة لما نقلوه من ذلك عند المناظرة، ورفعهم له في حال الحاجة على سبيل المكابرة، فهو غير قادح في الاحتجاج به عليهم، ولا مؤثر فيها هو لازم لهم، إذا كان من اطلع في أحاديثهم وجده منقولا عن ثقاتهم، ومن سمع من رجالهم رواه في خلال أسانيدهم. وقد كان الشيخ أبو الحسن محمد ابن أحمد بن شاذان القمي رضي الله عنه، وله تقدم واجب في الحديثين، وعلم ثاقب بصحيح النقلين، وضع كتابا سماه إيضاح دفائن النواصب (2)، جمع فيها أخبارا أخرجها من أحاديثهم، وآثارا استخرجها من طريقهم في فضائل أهل

(١) كنز الفوائد ٢: ١٤٢.
(٢) جاء في هامش المخطوطة ما نصه:
طلبت نسخة كتاب الايضاح وكان أمانة عند بعض العلماء، فوجدته كتابا قريبا من خمسين ورقة، إلا أن في بغض المواضع منه بياضا بقدر صفحة أو ورق، وذكر ناسخه أن هذه.
البياضات كانت في النسخة التي استنسخ منها ونقلها كما كانت.
وأول خطبتها. الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، الحمد لله الذي اصطفى محمد برسالته، وارتضاه لنفسه، واتمنه على وحيه، وبعثه نبيا إلى خلته رحمة للعالمين، بشر بالجنة من أطاعه، وأنذر بالنار من عصاه، اعذارا وانذارا، وانزل عليه كتابا عزيزا، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، احتجاجا على خلقه بتبليغ حجته وأداء رسالته، ثم نقل آيات كثيرة في اكمال الدين ووجوب طاعة رسوله فيما أمره، والانتهاء عن نهيه فيما نهاه، ونحو ذلك، ثم قال: أما بعد:
فانا نظرنا نيما اختلف فيه أهل الملة من أهل القبلة من أمر دينهم، حتى كفر بعضهم بعضا، وبرئ بعضهم من بعض، وكلهم ينتحلون الحق ويدعيه، فوجدناهم في ذلك صنفين لا غير.
أحدهما: المسمون بالسنة والجماعة، وأطال الكلام في أخلاق طوائفهم، مع اتفاقهم على رد الشيعة، فسموهم بالرافضة، وفي أن الله ورسوله لم يكملا لهم دينهم وفوضه إلى آراء الأصحاب، ثم دخل في ايضاح دفائن ما في قلوب الصحابة من الصحابة، كالخلفاء الثلاثة، وحسد بعضهم بعضا، من أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم من رؤسائهم، وذكر ، أكثر مطاعنهم، وأوضح فضائحهم من رواياتهم ونوادرهم بما لا مزيد عليه.. إلى آخر الكتاب، وليس فيها اسم ولا أثر في مناقب أمير المؤمنين ومائة منقبة أصلا الا ضمنا وإشارة إلى ختم الكتاب الذي قال، وأنتم مع ذلك أسميتم أنفسكم بأهل السنة والجماعة، وهذه صفتكم التي تعرفونها من أنفسكم وتنطق بها ألسنتكم.
فالحمد لله الذي بصرنا ما جهلتم وعرفنا ما جحدتم به وله المنة بذلك، والحمد لله كثيرا وصل الله على سيد الأولين والآخرين محمد النبي ولا شك أن هذا هو كتاب إيضاح دفائن النواصب كما لا شك أنه غير كتاب المائة منقبة لأمير المؤمنين عليه السلام بأسانيد المخالفين، فإنه ليس في هذا الكتاب منقبة مسندة له عليه السلام، إلا بعض المناقب التي انجر الكلام إليها وذكرها ضمنا، وما نقله المصنف من رسالة الإمامة للكراچكي وها هي أيضا موجودة ولعلنا نتفحص ونتصفح فيها فوجدنا فيها شيئا يحل به الاشكال، ونلحقه في المقام، وأخرجت من جملة كتبي هذا الكتاب للكراچكي في الإمامة، وتصفحته حتى وجدت هذه العبارة التي نقلها المصنف ولم تزدني الا تعجبا، لان الخبر الذي نقله أولا بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله والذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي والعرش ولا دار الفلك ولا قامت السماء والأرض الا بان كتب عليها عبارة: لا إله الا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين... إلى آخر الخبر، ونقل عدة اخبار في مناقبه.
وتصفحت كتاب الايضاح فلم أجد خبر من هذه الأخبار عينا ولا، أثرا، فزاد تعجبي من ذلك، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. لمحرره يحيى بن محمد شفيع عفى عنهما في الدارين.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 143 144 145 146 ... » »»