لعظم ما اريد منه حتى لا يأتيه الملك إلا بعد تمهيد مقدماته. قال السهيلي أنواع الوحي (1) سبعة:
الأول: الرؤيا الصادقة لقوله تعالى (يا أبت افعل ما تؤمر)، الثاني: النفث في الروع لقوله (صلى الله عليه وآله): «إن روح الأمين نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب (2)، الثالث: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو أشد عليه وكان كذلك ليستجمع عنده تلك الحالة فيكون أدعى لما يسمع، الرابع: أن يمثل له الملك رجلا كما كان يأتيه في صورة دحية الكلبي. وكان دحية حسن الهيئة وحسن الجمال، الخامس: أن يتراءى له جبرئيل (عليه السلام) في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ينتثر منها اللؤلؤ والياقوت، السادس: أن يكلمه الله تعالى من وراء حجاب في اليقظة كما في ليلة الإسراء. السابع: ما ثبت أن إسرافيل وكل به (صلى الله عليه وآله) ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبرئيل فجاءه بالقرآن.
قوله: (وحين جمع له النبوة - الخ) أي حين جمع له أسباب النبوة من الرؤية في المنام وسماع الصوت من غير معاينة وغيرها مما أوحاه جبرئيل (عليه السلام) وكلمه عيانا ومواجهة فهو نبي ورسول. ومن الأنبياء من جمع له أسباب النبوة ولم يعاين الملك في اليقظة فهو نبي وليس برسول، فالرسول أخص مطلقا من النبي.
* الأصل:
4 - أحمد بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن حسان عن ابن فضال، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن مروان بن مسلم، عن بريد، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) (ولا محدث).
قلت: جعلت فداك ليست هذه قراءتنا فما الرسول والنبي والمحدث؟ قال: الرسول: الذي يظهر له الملك فيكلمه، والنبي: هو الذي يرى في منامه، وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد، والمحدث: الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى