قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): بم عرفت ربك؟
قال: بما عرفني نفسه، قيل: وكيف عرفك نفسه؟ قال: لا يشبهه صورة ولا يحس بالحواس ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه. فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه، أمام كل شيء ولا يقال: له أمام داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء، وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ولكل شيء مبتدأ.
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن علي بن عقبة) الظاهر أن عقبة هذا (1) هو الذي ذكره العلامة في قسم المعتمدين وصححه بضم العين وإسكان القاف وقال: هو أبو عمرو الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخليفة علي (عليه السلام) (ابن قيس بن سمعان بن أبي ريحة) بالراء المهملة المضمومة، والباء المنقطة تحتها نقطة، ثم الياء المنقطة تحتها نقطتين ثم حاء مهملة بعدها هاء وفي بعض النسخ «أبي زيحة» بالزاي المعجمة المفتوحة والياء الساكنة المثناة من تحت ثم حاء مهملة بعدها هاء.
(مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) بم عرفت ربك؟ قال: بما عرفني نفسه) مما ذكره في القرآن أو مما ألهمنيه (قيل: وكيف عرفك نفسه؟ قال) عرفني بأنه (لا يشبهه صورة) لأن كل صورة تفتقر إلى ما تحل فيه والله سبحانه لا يفتقر إلى شيء. وفيه رد على المصورة (ولا يحس بالحواس) المراد بالحواس المشاعر فيندرج فيها العقل وذلك لأنه تعالى كما لا يقبل الإشارة الحسية لكونها متعلقة بجسم وجسماني وماله وضع وهيئة كما بين في موضعه، كذلك لا يقبل الإشارة العقلية لاستلزامها تحديد المشار إليه وتوصيفه بصفات كلية وأوضاع عقلية وإنما غاية كمال العقل في معرفته أن يتصوره من جهة صفاته السلبية والإضافية