(وسخر لكل اسم من هذا الأسماء) الثلاثة الظاهر (أربعة أركان) اعتبار الأركان لها إما على سبيل التخييل والتمثيل أو على التحقيق باعتبار حروف هذه الأسماء فإن الحروف المكنونة في كل واحد من الأسماء المذكورة أربعة وسميت حروفها أركانا باعتبار أن تمامها وقوامها إنما يتحقق بتلك الحروف، ويحتمل أن يراد بالأركان كلمات تامة مشتقة من تلك الكلمات الثلاثة أو من حروفها وإن لم نعلمها بعينها (فذلك اثنى عشر ركنا) حاصل من ضرب ثلاثة في أربعة.
(ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين إسما فعلا) (1) أي اسما دالا على فعل من أفعاله تعالى حتى حصل ثلاثمائة وستون اسما (منسوبا إليها) أي إلى الأركان الأربعة بأن يقال لها أسماء الأركان أو إلى الأسماء الثلاثة الظاهرة بتوسط الأركان كنسبة الفرع إلى الأصل ونسبة المشتق إلى المشتق منه ومن علم هذه الأسماء الثلاثة وأركانها الأربعة والأسماء المتعلقة بتلك الأركان ولا حظ المناسبات.
المخصوصة لو دعا بهن على الجبال لأطارها وعلى الأرض لأزالها (فهو الرحمن) بجميع الخلق في الدنيا (الرحيم) بالمؤمنين في الآخرة (الملك) في عالم الملك والملكوت لكونه متصرفا فيه كيف يشاء (القدوس) الطاهر عن النقايص والأضداد والمنزه عن الأولاد والأندار (الخالق) الموجد بلا مثال أو المقدر لهم لأن الخلق جاء بمعنى التقدير أيضا.
(الباري) الخالق بلا همة ولاروية وقد يخص بخلق النسمة، وقال في المغرب الباري في صفات الله تعالى الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت (المصور) الخالق للخلق على صور مختلفة ليتعارفوا بها، قال الشيخ بهاء الملة والدين في مفتاح الفلاح: قد يظن أن هذه الأسماء الثلاثة مترادفة لأنها بمعنى الإيجاد والإنشاء وليس كذلك بل هي أمور متخالفة ألا يرى أن البنيان يحتاج إلى التقدير في