بالضم والمستفاد من القاموس جواز الأمرين أعني التحريك والضم فيه حيث قال: والخرق بالضم وبالتحريك ضد الرفق وأن لا يحسن الرجل العمل والتصرف في الأمور، إذا عرفت هذا فنقول:
الرفق اللين والتلطف والخرق العنف والعجلة والخشونة وترك التلطف، لأن هذه الأمور من آثار الحمق والجهل ومن الرفق رفق الرجل بصديقه وعدوه لأن ذلك يوجب ازدياد الصداقة ورفع العداوة ومنه قوله رفقه لجلسائه بالمساواة بينهم في اللحظة والنظرة والإشارة والتحية والتكلم كيلا يورث العداوة بينهم ومنه رفق الأمير برعيته لأنه أدخل لجلب قلوبهم وانقيادهم لحكمه وإطاعتهم لأمره ونهيه كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض عما له: «واخفض للرعية جناحك وألن لهم جانبك» (1) وفي الخبر (إن أفضل العباد عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، وإن شر الناس منزلة يوم القيامة إمام جائر خرق» (2) وفيه «أن الرفق لا يوضع في شئ إلا زانه ولا نزع من شئ إلا شانه» (3) ثم الرفق إنما يكون من جنود العقل إذا علم أنه أصلح وأصوب عن الخرق وإلا فالرفق حينئذ خرق كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا» (4) يعني إذا كان الرفق في أمر غير نافع فعليك بالخرق وهو العنف والعجلة وإذا كان الخرق غير نافع فعليك بالرفق، والمراد به الحث على استعمال كل واحد منهما في موضعه كما هو شأن العاقل الحكيم فإن الرفق إذا استعمل في غير موضعه كان خرقا والخرق إذا استعمل في غير موضعه كان رفقا وقريب من هذا المعنى قوله (عليه السلام) «ربما كان الداء دواء والدواء داء» (5) قوله (عليه السلام) «وارفق ما كان الرفق أرفق» (6) يعني أصلح وأصوب واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك يعني إلا الشدة وقوله (عليه السلام) «ردوا الحجر من حيث جاء فإن الشر لا يدفعه إلا الشر» (7) فقد رخص (عليه السلام) لمن أراده الغير بالضرب والرمي والقتل أن يدافعه بمثل ذلك إذا علم أن لأدفع إلا به فإن ذلك جائز حسن عقلا ونقلا فإن أدى إلى هلاك الظالم فلا شئ على الدافع إذا لم يتعد.
(والرهبة وضدها الجرأة) الرهبة وهي الخوف على ثلاثة أضرب خوف من الحق وخوف من الخلق وخوف من النفس كل ذلك من ثمرة الحكمة والعلم بالله وآياته وصفاته ومخاطرات النفس وتسويلاتها ومحاسن أمور الدنيا والآخرة ومقابحها ومضار أخلاق الخلائق ومنافعها أما الخوف من