الأجل) مضافا إلى مخاطبته بالكنية (1).
علمه لقد كان الشريف مجيدا في العلم إلى الغاية كإجادته في الشعر غير أنه لم يكثر منه كإكثاره في الشعر، فلذلك لم يشتهر به، وإن كتابه " حقايق التأويل " أكبر آية على إتقانه للفنون العلمية الدينية ومبادئها ووقوفه على اسرارها، ولعل السبب الوحيد في قلة تأليف الشريف اشتغاله بشطر كبير من عمره بإمارة الحج، والنظر في المظالم، ومقتضيات النقابة، وهذه الأحوال لا تتفق مع التأليف والبحث، أضف إلى ذلك شغل الوقت بالنظم في الأعياد والمواسم السنوية وما يتفق في العام الواحد من مراث وتهان ومعاتبات.
ومع هذا فإنا نعرف من شهادة ابن جني، والسيرافي، بأنه متوقد الذكاء جيد الحفظ سريع الانتقال ولما تتم له العشرون سنة حضر عند ابن السيرافي النحوي، وله دون العشرة فقال له يوما: إذا قلنا رأيت عمر فما علامة النصب في عمر؟ فقال الشريف على البديهة: علامة النصب بغض علي، فتعجب ابن السيرافي ومن حضر من سرعة انتقاله وهو بهذا السن (2).
ومحاوراته مع أخيه المرتضى تشهد بفقاهة الشريف ومعرفته بطرق الاستدلال والاجتهاد، قال الشهيد الأول (3) في " الذكرى " (4)، والشهيد الثاني (5) في