إلا الخلافة ميزتك فإنني * أنا عاطل منها وأنت مطوق (1) فلم ينكر عليه الخليفة ولا استظهر بطيب مغرسه، نعم رد عليه بقوله:
(على الرغم أنف الشريف) (2) إن نفس الشريف أبية صعبة المراس ذات اتجهات واسعة في السياسة، وكان الأمراء ورجال الدولة يقدمونه على أخيه " علم الهدى " لما يجدون فيه من الآباء والعزة والترفع، وعدم قبول الصلات.
ولكنه بالرغم من ذلك كان خاضعا لحكم عضد الدولة الشائن مع عمه وأبيه المعتقل لهما في القلعة من فارس (3).
وكان اعتقاله حين دخول عضد الدولة إلى بغداد سنة 367 فبقي معتقلا فيها إلى سنة 376 أي بعد وفاة عضد الدولة بأربع سنين فإنه توفي سنة 372 عندما دخلها شرف الدولة، وللشريف الرضي المولود سنة 359 يوم اعتقال أبيه ثمان سنين، وأطلق سراحه وهو ابن ست عشرة سنة (4).
ولما دخل شرف الدولة بغداد فاتحا سنة 375، انعقدت صلاته مع الطاهر أبي أحمد، والد الشريف الرضي وأقره على النقابة وادنا قربه، وهنا نرى الشريف الرضي في هذا الدور قلق الفكر لعدم توثق صلاته بالقادر بالله العباسي ولم يحصل على محاولاته وربما عضته نكبة في حياته السياسية، فيثور ملتهبا وينبه أولياء الأمور باهتضامه ويتوعدهم بالالتجاء إلى من يرعى حقه ويحفظ حرمته فيقول من مقطوعة له:
ألبس الذل في ديار الأعادي * وبمصر الخليفة العلوي وعليها استشاط القادر، وصرفه عن النقابة.