خصائص الأئمة - الشريف الرضي - الصفحة ٧٣
وأرشدك، وأعانك وغفر ذنبك، ورفع ذكرك، ثم قال: يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يريدون من عرض الدنيا، وهم عليه قادرون، فلا يشغلك عني ما شغلهم، فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها الله علما، وإنما تؤتى من كل فج عميق، وناد سحيق، وإنما أنت العلم علم الهدى، ونور الدين، وهو نور الله، يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد، ولقد أخبرت رجلا رجلا بما افترض الله عليهم من حقك، وألزمهم من طاعتك فكل أجاب إليك وسلم الأمر إليك، وإني لأعرف خلاف قولهم.
فإذا قبضت، وفرغت من جميع ما وصيتك به، وغيبتني في قبري فالزم بيتك، واجمع القرآن على تأليفه، والفرائض والأحكام على تنزيله، ثم امض ذلك على عزائمه وعلى ما أمرتك به، وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتى تقدم علي.
قال عيسى: فسألته وقلت: جعلت فداك قد أكثر الناس قولهم في أن النبي عليه السلام، أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر، فأطرق عني طويلا، ثم قال:
ليس كما ذكر الناس ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور لا ترضى إلا بكشفها، فقلت: بأبي أنت وأمي، من أسأل عما أنتفع به في ديني، وتهتدي به نفسي مخافة أن أضل غيرك؟ وهل أجد أحدا يكشف لي المشكلات مثلك؟
فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله لما ثقل في مرضه دعا عليا عليه السلام، فوضع رأسه في حجره وأغمي عليه، وحضرت الصلاة فأذن بها فخرجت عائشة فقالت: يا عمر اخرج فصل بالناس، فقال لها: أبوك أولى بها مني، فقالت:
صدقت، ولكنه رجل لين، وأكره أن يواثبه القوم، فصل أنت، فقال لها: بل يصلي هو، وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرك متحرك، مع أن رسول الله مغمى عليه، ولا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به، لا يقدر أن يفارقه - يعني عليا عليه السلام - فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة، وقد سمعت مناجاته له منذ الليلة، وفي آخر كلامه يقول لعلي عليه السلام: الصلاة، الصلاة.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 11
2 ترجمة الشريف الرضي 20
3 ترجمة السيد فضل الله الراوندي 34
4 مقدمة المؤلف السيد الرضي 36
5 خصائص أمير المؤمنين عليه السلام 39
6 فضل زيارته عليه السلام 40
7 طرف من الإحتجاج للنص عليه عليه السلام 41
8 الأشعار في نص النبي على أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير 42
9 معجزته عليه السلام مع الخارجي 46
10 إجتيازه عليه السلام من كربلاء 47
11 قصة صاحب المواشي مع عمر، وكرامة أمير المؤمنين عليه السلام 48
12 حديث النوق التي خرجت من الصخرة 49
13 قصيدة الحميري البائية 51
14 إخباره بعدم موت خالد بن عرفطة 52
15 بيعة أويس القرني في صفين 53
16 خبر ميثم التمار 54
17 علمه عليه السلام بالتنزيل 55
18 حديث رد الشمس 56
19 حديث قميص هارون 57
20 رده عليه السلام لطغيان الفرات 58
21 حديثه عليه السلام مع ابن الكواء في مبيته على فراش رسول الله (ص) 58
22 إخباره عليه السلام، المخدع ذي الثدية 60
23 قتال الخوارج بالنهروان 61
24 خروج طلحة والزبير على أمير المؤمنين عليه السلام 61
25 حديث سلوني قبل أن تفقدوني 62
26 إخباره عليه السلام بقتل الحسين عليه السلام 62
27 إخباره عليه السلام ابنته زينب بمقتله ليلة قتله 63
28 حديث وفاة فاطمة بنت أسد 64
29 في تلقين النبي (ص) لفاطمة بنت أسد 65
30 لقبه بأمير المؤمنين عليه السلام 67
31 شرحه عليه السلام أسماء أجداده 68
32 وصف ضرار بن ضمرة 70
33 في وصية النبي (ص) لأمير المؤمنين عليه السلام 72
34 عائشة تأمر عمر بالصلاة في الناس 73
35 خروج النبي (ص) للصلاة 74
36 خطبته (ص) بعد الصلاة وفيها الوصية لعلي عليه السلام 74
37 ابن عباس يصف عليا عليه السلام 75
38 علي عليه السلام أحق بالخلافة 76
39 تسليم النبي (ص) في حياته درعه. وسيفه، وبغلته لعلي (ع) 78
40 خطبة الإمام الحسن عند استشهاد والده عليهما السلام 79
41 المنتخب من قضاياه، وجوابات المسائل 81
42 حديث شارب الخمر مع أبي بكر 81
43 عمر بن الخطاب والأنصاري 82
44 الغلام الذي نفته أمه 83
45 حديث لولا علي لهلك عمر 84
46 حديث الرجلين المطلقين ثلاثا 85
47 طريقة علي عليه السلام في قطع يد السارق 85
48 حديث المملوكين 86
49 حديث من رمى فأصاب رباعية انسان 86
50 قوله عليه السلام: إجتحوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة 86
51 المسائل التي سئل عنها عليه السلام 87
52 مسائل ابن الكواء 89
53 مسائل كعب الأحبار 89
54 مسائل أسقف نجران من عمر وإجابته عليه السلام له 90
55 كلماته القصار 94
56 التعاون مع الظلمة 94
57 كلامه مع أهل القبور 102
58 وصية لكميل بن زياد الأسدي 105
59 كلامه لما ضربه ابن ملجم المرادي 108
60 كلامه في وصف الكوفة 114
61 وصيته لابنه الإمام الحسن عليه السلام 116
62 كلامه في صفة الدنيا 118
63 الزيادات 121