وروى عن جعفر بن محمد عليه السلام، أنه لما غسل أمير المؤمنين عليه السلام، نودوا من جانب البيت إن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره، وإن أخذتم مؤخره كفيتم مقدمه. وأشار عليه السلام إلى أن الملائكة قالت ذلك (1).
وأنا الآن مورد بمشية الله، بعد ذكر الدلائل والأعلام، خواص أخباره عليه السلام، وفصولا من كلامه، ومواعظه، وحكمه، ويسيرا من قضاياه العجيبة، وأجوبته عن المسائل الغريبة على الشرط في الاختصار والاقتصار غير ذاكر شيئا من خطبه الطوال، وكتبه إلى ولاة الأعمال، ولا شرح سيرته في خلافته، وذكر الأحداث والحروب في أيامه، وفضائله التي اشترك الناس في روايتها وهي أظهر من إن يشار إليها، لأن جميع ذلك قائم بذاته، ومشهور في مواضعه.
حدثني هارون بن موسى، قال: حدثني محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد بن يحيى، عن الوليد بن أبان، عن محمد بن عبد الله بن مسكان عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب عليه السلام تبشره بمولد النبي صلى الله عليه وآله، فقال لها أبو طالب: إصبري سبتا إنك بمثله إلا النبوة (2).
قال: والسبت ثلاثون سنة، وكان بين مولد النبي، وأمير المؤمنين عليهما السلام ثلاثون سنة.
حدثني هارون بن موسى، قال: حدثني محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة بنت أسد عليها السلام - أم أمير المؤمنين - عليه السلام - كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله - صلى الله عليه - من مكة