كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٤٤٧
تسبق بها شأو الشيعة (1) في الموالاة بها: بسر أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة (2) فكتب كتابا ملصقا (3) بخط رومي ولغة رومية، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج شستقة (4) صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وبرزن الجواري منها فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حرير تين صفيقتين، تمتنع من السفور ولمس المعترض، والانقياد لمن يحاول لمسها ويشغل نظره، بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق فيضربها النخاس فتصرخ صرخة رومية، فاعلم أنها تقول: وا هتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول بالعربية: لو برزت في زي سليمان وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك، فيقول النخاس: فما الحيلة ولا بد من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي [إليه و] إلي أمانته وديانته، فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتابا ملصقا لبعض الاشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، ووصف فيه كرمه ووفاه ونبله وسخاءه فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك.
قال بشر بن سليمان النخاس: فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن عليه السلام في

(1) في بعض النسخ " سائر الشيعة "، والشأو مصدر الأمد والغاية يقال فلان بعيد الشأو أي عالي الهمة.
(2) في بعض النسخ " في تتبع أمره ". مكان " في ابتياع أمة ".
(3) في بعض النسخ " مطلقا " وفى بعضها " ملفقا ".
(4) كذا في أكثر النسخ وفى بعض النسخ " الشنسقة " والظاهر الصواب " الشنتقة " معرب " چنته " وفى البحار " الشقة " وهي بالكسر والضم - السبيبة المقطوعة من الثياب المستطيلة. وعلى أي المراد الصرة التي يجعل فيه الدنانير.
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»
الفهرست