فتخضب منه لحيتي، ثم بكى عليه السلام بكاء شديدا، قال: فصرخ الفتى وقطع كستيجه (1) وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله و (أنك وصي رسول الله).
قال أبو جعفر العبدي يرفعه قال: هذا الرجل اليهودي أقر له من بالمدينة أنه أعلمهم وأن أباه كان كذلك فيهم.
6 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم (2)، عن حيان السراج عن داود بن سليمان الغساني (3)، عن أبي الطفيل قال: شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع وعلي عليه السلام جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم وأمر نبيهم؟ قال: فطأطأ عمر رأسه، فقال: إياك أعني، وأعاد عليه القول، فقال له عمر: ما شأنك؟ فقال: إني جئتك مرتادا لنفسي، شاكا في ديني، فقال: دونك هذا الشاب قال: ومن هذا الشاب؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أبو الحسن والحسين ابني رسول الله وهذا زوج فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله. فأقبل اليهودي على علي عليه السلام فقال: أكذلك أنت؟ قال: نعم، فقال اليهودي: إني أريد أن أسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة، قال: فتبسم علي عليه السلام، ثم قال: يا هاروني ما منعك أن تقول: سبعا، قال: أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عما بعدهن وإن لم تعلمهن علمت أنه ليس لك علم، فقال: علي عليه السلام: فإني أسألك بالإله الذي تعبده إن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك ولتدخلن في ديني؟ فقال: ما جئت إلا لذلك، قال:
فسل، قال: فأخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي، وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي، وأول شئ اهتز على وجه الأرض أي شئ هو،