وحسدا فيسلبهم روح الايمان وجعل لهم ثلاثة أرواح روح القوة وروح الشهوة و روح البدن ثم أضافهم إلى الانعام فقال إن هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا لان الدابة إنما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة ويسير بروح البدن.
(6) حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن ابن هارون العبدي عن محمد عن الأصبغ بن نباته قال اتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام فقال أناس يزعمون أن العبد لا يزنى وهو مؤمن ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر و هو مؤمن ولا يأكل الربوا وهو مؤمن ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن فقد كبر هذا على وجرح منه صدري حتى زعم أن هذا العبد الذي يصلى إلى قبلتي ويدعو دعوتي ويناكحني وأناكحه ويوارثني واوارثه فأخرجه من الايمان من اجل ذنب يسير اصابه فقال له علي عليه السلام صدقك أخوك انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول خلق الله الخلق وهو على ثلاثة طبقات وأنزلهم ثلث منازل فذلك قوله تعالى في الكتاب أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون فاما ما ذكرت من السابقين فأنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم وبروح الشهوة أصابوا للذيذ من الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء وبروح البدن دبوا ودرجوا ثم قال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات واتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ثم قال في جماعتهم وأيدهم بروح منه يقول أكرمهم بها وفضلهم على من سواهم واما ما ذكرت من أصحاب الميمنة فهم المؤمنون حقا بأعيانهم فجعل فيهم أربعة أرواح روح الايمان روح القوة وروح الشهوة ورح البدن ولا يزال العبد يستكمل بهذا الأرواح الأربعة حتى تأتى