الله ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام وأمير المؤمنين وامام المتقين وحبل الله المتين وعروة الوثقى التي لا انفصام لها وعهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد لصاحبه بتصديق ينطق الامام من الله عز وجل في الكتاب بما أوجب فيه على العباد من طاعة الله و طاعة الامام وولايته وأوجب (1) حقه الذي أراه (2) الله عز وجل من استكمال دينه واظهار امره والاحتجاج بحجته والاستضاء بنوره في معادن أهل صفوته ومصطفى أهل خيرته قد ذخر (3) الله بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه وأبلج بهم عن سبيل مناهجه (4) وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه فمن عرف من أمة محمد صلى الله عليه وآله واجب حق امامه وجد طعم حلاوة ايمانه وعلم فضل طلاقة اسلامه لان الله ورسوله نصب الإمام علما لخلقه وحجة على أهل عالمه ألبسه الله تاج الوقار وغشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه موارده ولا ينال ما عند الله تبارك وتعالى الا بجهد أسباب سبيله ولا يقبل الله اعمال العباد الا بمعرفته فهو عالم بما يرد من ملتبسات الوحي ومصيبات (5) السنن ومشتبهات الفتن ولم يكن الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون و تكون الحجة من الله على العباد بالغة.
(3) حدثنا علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن يحيى بن أديم عن شريك عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام دعا رسول الله أصحابه بمنى قال يا أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين اما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ثم قال أيها الناس انى تارك فيكم حرمات الله كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام ثم قال أبو جعفر عليه السلام اما كتاب