(9) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال جاء اعرابي حتى قام على باب المسجد فتوسم فرأى أبا جعفر فعقل ناقته ودخل وجثى على ركبتيه وعليه شملة فقال أبو جعفر عليه السلام من أين جئت يا اعرابي قال جئت من أقصى البلدان قال أبو جعفر عليه السلام البلد أوسع من ذاك فمن أين جئت قال جئت من احقاف عاد قال نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها قال وما علمك جعلني الله فداك قال هو عندنا في كتاب وأي شئ رأيت أيضا قال رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصره قعره قال وتدري ما ذاك الوادي قال لا والله ما ادرى قال ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ثم قال أين بلغت قال فقطع بالأعرابي فقال بلغت قوما جلوسا في مجالسهم ليس لهم طعام ولا شراب الا البان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم ثم نظر إلى السماء فقال اللهم العنه فقال له جلساؤه جعلنا فداك (1) قال هو قابيل يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد ثم جائه رجل آخر فقال له رأيت جعفر فقال الاعرابي ومن جعفر هذا الذي يسئل عنه قالوا ابنه قال سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا من خبر السماء ولا يدرى أين ابنه.
(10) حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم قال دخلت انا وأبو جعفر مسجد الرجال فإذا بطاوس اليماني يقول لأصحابه تدرون متى قتل نصف الناس فسمعه أبو جعفر عليه السلام نصف الناس قال إنما هو ربع الناس إنما هو آدم وحوا وقابيل وهابيل قال صدقت يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله قال محمد بن مسلم قلت في نفسي هذه والله مسألة قال فغدوت إليه في منزله فلبس ثيابه واسرح له قال فبدأني بالحديث قبل ان أسأله فقال يا محمد بن مسلم ان بالهند وبتلقأ الهند رجل يلبس المسوح مغلولة يده إلى عنقه موكل به عشرة رهط تفنى الناس ولا يفنون كل ما ذهب واحد جعل مكانه آخر يدور مع الشمس حيث