موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٢٦١
كذلك (1).
238 - تاريخ الطبري عن ابن إسحاق - في خروج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى غزوة تبوك:
خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة أخا بني غفار، فأرجف المنافقون بعلي بن أبي طالب، وقالوا: ما خلفه إلا استثقالا له، وتخففا منه.
فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي سلاحه، ثم خرج حتى أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو بالجرف، فقال: يا نبي الله، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني! فقال: كذبوا، ولكني إنما خلفتك لما ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟! فرجع علي إلى المدينة، ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على سفره (2).
239 - الإرشاد - في غزوة تبوك: أوحى الله تبارك وتعالى اسمه إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) أن يسير إليها بنفسه، ويستنفر الناس للخروج معه، وأعلمه أنه لا يحتاج فيها إلى حرب، ولا يمنى بقتال عدو، وأن الأمور تنقاد له بغير سيف، وتعبده بامتحان أصحابه بالخروج معه واختبارهم، ليتميزوا بذلك وتظهر سرائرهم.
فاستنفرهم النبي (صلى الله عليه وآله) إلى بلاد الروم، وقد أينعت ثمارهم، واشتد القيظ عليهم، فأبطأ أكثرهم عن طاعته؛ رغبة في العاجل، وحرصا على المعيشة وإصلاحها، وخوفا من شدة القيظ، وبعد المسافة، ولقاء العدو. ثم نهض بعضهم على استثقال

(١) الطبقات الكبرى: ٣ / ٢٤، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٤٩، المعجم الكبير: ٥ / ٢٠٣ / ٥٠٩٤ نحوه وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ١٠٦ / ٤٥.
(٢) تاريخ الطبري: ٣ / ١٠٣، السيرة النبوية لابن هشام: ٤ / ١٦٣، تاريخ الإسلام للذهبي: ٢ / ٦٣١، الكامل في التاريخ: ١ / 636.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 259 260 261 262 263 265 266 267 ... » »»
الفهرست