فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧
861 - وقال حارثة بن بدر الغداني، ويقال: بل قال ذلك البعيث المجاشعي:
بنى زياد لذكر الله مصنعة * من الحجارة لم تعمل من الطين لولا تعاور أيدي الانس ترفعها * إذا لقلنا من اعمال الشياطين (ص 347) 862 - وقال الوليد بن هشام بن قحذم: لما بنى زياد المسجد جعل لصفته المقدمة خمس سوار. وبنى منارته بالحجارة. وهو أول من عمل المقصورة.
ونقل دار الامارة إلى قبلة المسجد. وكان بناؤه إياها بلبن وطين، حتى بناها صالح بن عبد الرحمن السجستاني مولى بنى تميم، في ولايته خراج العراق لسليمان بن عبد الملك، بالآجر والجص.
وزاد فيه عبيد الله بن زياد وفى مسجد الكوفة. وقال: دعوت الله أن يرزقني الجهاد ففعل، ودعوته أن يرزقني بناء مسجدي الجماعة بالمصرين ففعل، ودعوته أن يجعلني خلفا بن زياد ففعل.
863 - وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: لما بنى زياد المسجد أتي بسواريه من جبل الأهواز. وكان الذي تولى أمرها وقطعها الحجاج بن عتيك الثقفي وابنه. فظهر له مال. فقيل: حبذا الامارة ولو على الحجارة. فذهبت مثلا.
قال: وبعض الناس يقول إن زيادا رأى الناس ينفضون أيديهم إذا تربت وهم في الصلاة، فقال: لا آمن أن يظن الناس على طول الأيام أن نفض الأيدي في الصلاة سنة. فأمر بجمع الحصى وإلقائه في المسجد. فاشتد الموكلون بذلك على الناس وتعنتوهم وأروهم حصى انتقوه. فقالوا: ايتونا بمثله على
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»
الفهرست