فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤١٦
وكان عمر بن العلاء جزارا من أهل الري فجمع جمعا وقاتل سنفاذ حين خرج بها. فأبل ونكى، فأوفده جهور بن مرار العجلي على المنصور، فقوده وحضنه وجعل له مرتبة. ثم أنه ولى طبرستان فاستشهد بها في خلافة المهدى أمير المؤمنين.
وافتتح محمد بن موسى بن حفص بن عمر بن العلاء ومايزديار بن قارن جبال شروين من طبرستان، وهي أمنع جبال وأصعبها وأكثرها أشبا وغياضا، في خلافة المأمون رحمه الله.
ثم إن المأمون ولى مايزديار أعمال طبرستان والرويان ودنباوند، وسماه محمدا، وجعل له مرتبة الاصبهبذ. فلم يزل واليا حتى توفى المأمون.
ثم استخلف أبو إسحاق المعتصم بالله أمير المؤمنين فأقره على عمله. ثم إنه كفر وغدر بعد ست سنين وأشهر من خلافته. فكتب إلى عبد الله بن طاهر ابن الحسين بن مصعب، عامله على خراسان والري وقومس وجرجان، يأمره بمحاربته. فوجه عبد الله إليه الحسن بن الحسين عمه في رجال خراسان. ووجه المعتصم بالله محمد بن إبراهيم بن مصعب فيمن ضم إليه من جند الحضرة. فلما توافت الجنود في بلاده كاتب أخ له يقال له فوهيار بن قارن الحسن ومحمدا وأعلمهما أنه معهما عليه. وقد كان يحقد أشياء يناله بها من الاستخفاف. وكان أهل عمله قد ملوا سيرته لتجبره وعسفه. فكتب الحسن يشير عليه بأن يكمن في موضع سماه له، وقال لمايزديار: إن الحسن قد أتاك وهو بموضع كذا، وذكر غير ذلك الموضع، وهو يدعوك إلى الأمان ويريد مشافهتك فيما بلغني. فسار مايزديار يريد الحسن. فلما (ص 339) صار بقرب الموضع الذي الحسن كامن فيه آذنه فوهيار بمجيئه. فخرج عليه في أصحابه، وكانوا منقطعين في الغياض، فجعلوا يتتأمون إليه. وأراد مايزديار الهرب فأخذ فوهيار بمنطقته. وانطوى عليه
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست