فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٣٠
فكتب إليه عمر: أن أضرب قيروانك بالكوفة. ووجه عتبة بن غزوان إلى البصرة.
فخرج في ثماني مئة، فضرب خيمة من أكسية، وضرب الناس معه.
وأمده عمر بالرجال. فلما كثروا بنى رهط منهم سبع دساكر من لبن. منها بالخريبة اثنتان، وبالزابوقة واحدة، وفى بنى تميم اثنتان، وفى الأزد اثنتان.
ثم إن عتبة خرج إلى الفرات بالبصرة فافتتحه. ثم رجع إلى البصرة. وكان سعد يكاتب عتبة، فغمه ذلك. فاستأذن عمر في الشخوص إليه. فلحق به واستخلف المغيرة بن شعبة. فلما قدم المدينة شكا إلى عمر تسلط سعد عليه.
فقال له: وما عليك أن تقر بالامارة لرجل من قريش له صحبة وشرف؟
فأبى الرجوع. وأبى عمر إلا رده. فسقط عن راحلته في الطريق فمات في سنة 16.
وكان محجر بن الأدرع اختط مسجد البصرة ولم يبنه. فكان يصلى فيه غير مبنى. فبناه عتبة بقصب، ثم بناه أبو موسى الأشعري، وبنى بعده.
866 - حدثني الحسين بن علي بن الأسود العجلي قال: ثنا يحيى بن آدم قال: ثنا أبو معاوية، عن الشيباني، عن محمد بن عبد الله الثقفي قال: كان بالبصرة رجل يكنى أبا عبد الله ويقال له نافع، فكان أول من افتلا الفلاة بالبصرة، فأتى عمر فقال له: إن بالبصرة أرضا ليست من أرضى (ص 350) الخراج ولا تضر بأحد من المسلمين.
فكتب له أبو موسى إلى عمر بذلك. فكتب له عمر إليه أن يقطعه إياها.
867 - وحدثنا سعيد بن سليمان قال: ثنا عباد بن العوام.
عن عوف الأعرابي قال: قرأت كتاب عمر إلى أبى موسى: إن أبا عبد الله
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»
الفهرست