فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
أفعاله عن اختياره وأظهرهما أن له أن يدوم على متابعته لان الأصل بقاء العبادة والظاهر من حاله الاحتراز عن مبطلات الصلاة فيحمل على كونه مغلوبا والضحك والبكاء والنفخ والأنين كالتنحنح ان بان منها حرفان بطلت صلاته والا فلا ولا فرق بين أن يكون بكاؤه لأمر الدنيا أو الآخرة وعند أبي حنيفة إن كان الأنين والبكاء لأمر الجنة أو النار لم يضر وإن كان لمرض ونحوه بطلت صلاته بكل حال إذا عرفت ذلك فعد إلى ألفاظ الكتاب واعلم أن قوله والعمد منه مبطل للصلاة الغرض منه بيان حكم الكلام في غير المعذور لإدارة الحكم على وصف العمدية فإنه قد يتكلم عامدا ولا تبطل صلاته على ما سيأتي في الاعذار لكن الوصف المقابل للعمدية وهو النسيان أشهر الاعذار فكني بالعامد عن غير المعذور وقوله فتبطل الصلاة بالحرف الواحد إلى آخره إشارة إلى حد القليل معناه ما قل هو الحرف الواحد إن كان مفهما أو حرفان كيفما كانا وقوله والتنحنح لغير ضرورة مبطل في أصح الوجوه مطلق والمراد منه ما إذا ظهر منه حرفان فان قلت لو لم يظهر الا حرف واحد لم يقع عليه اسم التنحنح وقد تعرض في الكتاب للتنحنح فلا حاجة إلى التقييد المذكور فالجواب أن انتقاء ظهور الحرفين قد يكون لانحصار ما ظهر في الحرف الواحد وقد يكون لاسترسال سعال لا يبين منه حرف أصلا فلا بد من التقييد (وقوله) لغير ضرورة كأن المراد بالضرورة الحاجة والا فيدخل في قوله والتنحنح لغير ضرورة مبطل ما إذا تعذرت القراءة الا به لأنه يمكنه الصبر فلعلها تتيسر على قرب وحينئذ يكون ما ذكره حكما بالبطلان في تلك الصورة ومعلوم انه ليس كذلك *
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست