ويشبع بنا البطون الجائعة، ويكسون بنا الظهور العارية ونرد المظالم على المظلومين ويقوى في الحق جميع العالمين ونذل المبطلين ونعز المحقين ونسير بسيرة ملائكة رب العالمين وأنبيائه المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ونذكر بسيرتنا أفاضل من مضى من آبائنا ونكبت أعداء الحق، ونظر كلمه الصدق ونرضي الرحمن ونسخط الشيطان، لسقيت أخرها في أثر أولها ولرددت وجوه أولها على آخرها وخليت قليلها الباقي يلحق بأوله الماضي حتى يعلم الجهال وأهل الشك من الضلال إن دنياهم عندي أمرها أيسير وأهون على يحيى بن الحسين من انقير، ولكن يحجب عن ذلك ويمنعنا عن أن يكون كذلك ما وصفنا وقلنا وذكرنا مما فيه رغبتنا من كرامة ذي الجلال والسلطان والرغبة في مرافقة الصالحين في الجنان ورحمة المسلمين ونصر الحق والدين والاقتداء بأولى العزم من النبيين فنسأل الله الخيرة في كل الأمور والدفع لكل مخوف على الدين أو محذور وان يبلغنا في ذلك ما أملنا به من طاعة ربنا وسيدنا والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الحق المبين وحسبنا الله العلي الكريم عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطيبين.
باب القول في فضل الإمام العادل قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: من حكم بحكم الله وعدل في العباد وأصلح البلاد من أهل بيت النبي المصطفى فهو خليفة الله العلي الاعلى إذا كانت فيه شروط الإمامة وعلاماتها وحدودها وصفاتها، وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله [صلى الله عليه وعلى آله وسلم]