الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٥٠٤
قال يحيى بن الحسين عليه السلام: ويح من ولي شيئا من أمور المسلمين أي مركب ركب فمن ولي شيئا من أمور المسلمين فليعلم أنه بين العذاب الأليم والثواب الكريم ثم ليعدل بجهده وليحرض لربه فإنه يجد كلما قدم من خير وشر فليؤثر الآخرة الباقية على الدنيا الفانية وليعامل الله فإنه غدا يلقاه فلعله يكون كذلك فليحسن النظر لنفسه في ذلك فإنه بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال:
(من ولي شيئا من أمور المسلمين أتى يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه حتى يكون عدله الذي فكه، أو جوره الذي يوثقه. قال يحيى بن الحسين رضي الله عنه والله لولا كرامة الله ومحبة ما أحب الله والايثار لما أراد ووجوب الحجة وأداء واجب الفريضة والمعرفة من نفسي ما لا يعرفه مني غيري والرغبة فيما بذل الله من الثمن الربيح حين يقول تبارك وتعالى:
* (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) * (34) ومع ذلك طلب الدرجات اللواتي فضل الله بهن المجاهدين على القاعدين حين يقول: * (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما) * (35) والرجاء أن يصلح الله أمور المسلمين ويلم بنا شعث المؤمنين ويهدي بنا العباد ويؤمن بنا البلاد

(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»
الفهرست