فجررتها من بعيرك الأورق، قال أمير المؤمنين أما إذا أسلمت فهي لك وحمله على فرس وقاتل مع أمير المؤمنين يوم النهروان.
قال يحيى بن الحسين رضي الله عنه: رحم الله عليا أمير المؤمنين فقد جهل الحق من جهل فضله، وحار عن القصد من حار عن قصد حقه فكيف بمن حار عن حقه وهو يسمع قول الله سبحانه حين يقول فيه رضوان الله عليه: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (1) فجعل الولاية لله سبحانه ولرسوله وللمؤتي من المؤمنين الزكاة وهو راكع فكان ذلك أمير المؤمنين دون غيره من سائر المسلمين لا ينازعه فيه منازع ولا يدفعه عنه دافع بحكم الله له بذلك وقوله فيه ما قال من ذلك وغيره من قوله: * (والسابقون السابقون أولئك المقربون) * (2) فكان السابق إلى ربه غير مسبوق.
ويقول تبارك وتعالى فيه وفي العباس بن عبد المطلب عندما كان من تشاجرهما في الفضيلة، فقال العباس أنا ساقي الحجيج وقال علي عليه السلام أنا السابق إلى الله ورسوله، فأنزل الله عز وجل في ذلك * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) * (3) وكان سبب ما أنزل الله من ذلك أن العباس بن عبد المطلب رحمه الله ذكر فضل ما في يده وما يظهر من عمله من سقاية الحاج وعمارة المسجد