بأوزارهم، فهم كما قال الله رب العالمين فيهم وفي إخوانهم الأولين:
﴿وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون﴾ (٣٤) ولا يقصدون فيما اشتبه عليهم من أمروا بقصدهم، وافترض عليهم سؤالهم، وأمروا بطلبهم، والالتجاء إليهم في كل أمورهم، من أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك قوله الله سبحانه:
﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ (٣٥) وأهل الذكر فهم آل محمد عليه السلام الذين أورثوا الكتاب ونزلت عليهم الأحكام وجعلوا مبينين لما اشتبه على الأنام من جميع ما كان من حلال أو حرام فهم المترجمون لما غمض من الكتاب الموفقون لما أختار الله من الصواب لا يضل عن أفهامهم، ولا يجوز أن لا يوجد عند علمائهم (٣٦)، فصل كل نور وخطاب وتبيان كل ما يحتاج إليه من الأسباب، إذ هم أمناء الله في خلقه وخلفاؤه في أرضه وبلاده، والمسترعون جميع خلقه وعباده، الذين أورثهم الله كتابه المبين، وجعلهم أولاد خاتم النبيين، وفي ذلك ما يقول رب العالمين: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير﴾ (37) ففيهم إذ كانوا بشرا ما في غيرهم من الظالم لنفسه، والمقتصد في قوله وفعله والمبرز السابق إلى ربه الذي لا يتعلق به المتعلقون ولا يدانيه في سبقه السابقون. واعلم أن جميع الخلق من أهل الباطل والحق قد اجتمعوا وبغير شك ائتلفوا على أن من طلق امرأته فقد حرمت عليه إلا من بعد مراجعة، فلم يختلفوا كلهم أجمعون ولم يفترقوا